-A +A
? صباح مبارك (مكة المكرمة)
تضع أم طارق يدها على قلبها كلما حان موعد مباراة الفريق المفضل لزوجها مع الفريق المنافس الذي يشجعه شقيقها، فهي دائما ما تحاول تهدئـة الأوضاع بينهما، بعد انتهاء المباراة، لاسيما أنها تعيش دائما حالة من القلق بعد كل مباراة بين الفريق ومنافسه، حيث يشتعل المنزل خلافا بين زوجها وشقيقها الذي يسكن معهما لإكمال دراسته الجامعية في مكة المكرمة، ويعود إلى قريته النائية بنهاية كل فصل دراسي.
وتقول أم طارق: إنني أحاول دائما تهدئة الأوضاع بين زوجي وشقيقي بعد نهاية المباراة، إذ اعتادت أن تراهما خلال اللقاء يجلس كل واحد منهما في زاوية في غرفة المعيشة محتضنا وسادة، وهي تتوسطهما بالقهـوة والشاي والحلوى والمعجنات وعبوات الماء، وما أن يشتد اللعب حتى يدخل الطرفان في حالة من الخلاف يتمخض عنها تراشق الألفاظ غير اللائقة أمام الأطفال.

ومعاناة أم طارق من التشجيـع الرياضي والتعصب للفريق مع زوجها حدث يتكرر في كل بيت، وتخرج منها المرأة سالمة غانمة أو متأثـرة من عصبية الزوج وغضبه.
أما أم محمد فتحاول أن تجاري زوجها وتشجـع فريقه المفضل حتى ترضيه وتسلم من عصبيته، فهي تحتفل معه بفوز فريقه، وتتجنبه في حال الخسارة، ودائما ما تسعى لتهدئته، ووصل بها الحال لأن ترتدي ملابس بألوان الفريق المفضل لزوجها.
بينما أوشكت «نهلة» على الطلاق لولا تدخل عقلاء العائلة وإنهاء المشكلة بسبب تعصبها الشديد لأحد الفرق بينما زوجها يؤيد الفريق المنافس، وكانت المباراة مشتعلة بالحماس للتنافس الشديد بين الفريقين.
واضطرت لمياء للذهاب برفقة أبنائها وبناتها إلى بيت والدها من عصر تلك الليلة التي ستقام فيها المباراة بين الفريق المفضل لزوجها والفريق المنافس، لأنها تعلم أنه في حال هزيـمة فريق زوجها ستصبح اليومان التاليان نكدا وأزمة، لذا تحرص على ألا تعود للمنزل حتى تنتهي المباراة وقد هدأ كل شيء مباشرة، مشيرة إلى أنه من حسن الحظ أن فريق زوجها انتصر وجاء إلى منزل والدها وقد دعاها وأولادها لتناول وجبة العشاء في أحد المطاعم.
قصص منها الطريف وأخرى مؤسفة تمـر بها الزوجات بسبب التعصب الشديد للأزواج لأحد الأندية المحلية وانعكاس أمـر انهزامه على حياتها الأسرية فقد أصبح التعصب الكروي أو الرياضي أكبر هادم لبعض الأسر.
وترى الأخصائية النفسية «سوزان شال واله» أن الرياضة فن وذوق والتشجيـع تابـع لهذا الفن لا أن يصل إلى حد التعصب والتشدد حتى يصل لمرحلة الخطر من تقاذف الكلمات السيئة وقد يصل للضرب هنا تنعكس أهمية الرياضة والمباريات إلى ممارسات يتبعها عنف واضطرابات في المجتمـع لذلك يعد التعصب الرياضي ظاهرة غير سليمة آخذة في الانتشار ربما زاد من توهجها مواقع التواصل.
وعن دور الزوجة في البيت تجاه التعصب الرياضي بين الأبناء أو من قبل الزوج تقول الأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية الدكتورة زهرة المعبي بأنه على كل منهما أن يهيء الجو الهادئ لمشاهدة المباراة دون أمور أخرى مستفـزة تثير غضب الزوج في حال انهـزم الفريـق المتعصب له، وأن تكون الأم كحمامة سلام بين الأبناء تشرح لهم أهمية مشاهدة المباراة وليس الهدف منها إثارة الفتن بينهم وتبادل السباب والشتائم ..
كما تنصح بالتحكم في النفس وعدم تقليد الغير في التشجيـع المبالغ فيه لما في ذلك من أثـر على صحة الفرد خاصة مرضى القلب والسكر وارتفاع الضغط، وكثيرا ما تحدث حالات من الإغماء والسكتات القلبية أمام التلفاز بسبب التعصب الرياضي.